بـ،،،ـم الله الرحمن الرحيم
الـ،،،ـلاآم عليكوؤم و رحمة الله و بركااآته
.,.
المقدمة
المتنبي شاعر الطموح والبطولة، هو أكبر رموز الشعر العربي وأكثرها تداولاً بين الناس بعد أكثر من ألف عام على وفاته. وتطمح صخر أن تعمم هذا النموذج ليشمل ديوان الشعر العربي كله ليكون بين يدي جميع ابناء العروبة في كافة بلدانهم وفي غربتهم وترحالهم ولتربط الحديث من التقنيات، وتستنفذ أقصى ما تتيحه من إمكانات للتواصل مع التراث الثقافي العظيم لهذه الأمة في مختلف أقطارها وبين شعوبها.
وقد راعينا في هذا النموذج الحفاظ على المرجعية فأوردنا قصائد وأبيات المتنبي طبقاً لترتيب اليازجي واستخدمنا ما لدينا من تقنيات لنعرض تلك القصائد مرتبة أبجدياً بالقوافي والمطالع علاوة على الترتيب الزمني. كما أوردنا شروح اليازجي والبرقوقي والعكبري والمعري لكل بيت من أبيات المتنبي وعرضنا ذلك بطريقة تمكن المستخدم من التنقل بين الشروح المختلفة لأي بيت بيسر وسلاسة.
أما فهارس هذا النموذج فقد اشتملت على القوافي والبحور والترتيب التاريخي طبقاً لترتيب محققي شرح العكبري (السقا والإبياري وشلبي) كما اشتملت الفهارس على عرض للغة المتنبي يوضح اكثر الكلمات والمعاني استخداما عنده ومواقع تلك الكلمات في شعره وقد استكمل هذا العمل بإضافة بعض المقالات الهامة التي نشرت عن المتنبي في ذكراه الألفية وغيرها وقائمه بالمراجع الهامه التي تحدثت عنه. وعلاوة على المادةالتراثية والإمكانيات الفنية التي قدمناها في هذا النموذج نعد بإضافة المزيد عن المتنبي من دراسات وشروح مستقبلاً.
نبذة عن الشاعر
عدد القصائد : 283
عنوان القصيدة
نوع القصيدة
عذل العواذل حول قلبي التائه
فصحى
أتنكر يا ابن إسحق إخائي
فصحى
أمن ازديارك في الدجى الرقباء
فصحى
ماذا يقول الذي يغني
فصحى
إنما التهنئات للأكفاء
فصحى
أرى مرهفا مدهش الصيقلين
فصحى
ألا كل ماشية الخيزلى
فصحى
لقد نسبوا الخيام إلى علاء
فصحى
أسامري ضحكة كل راء
فصحى
لعيني كل يوم منك حظ
فصحى
فديناك أهدى الناس سهما إلى قلبي
فصحى
لا يحزن الله الأمير فإنني
فصحى
فديناك من ربع وإن زدتنا كربا
فصحى
ألا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا
فصحى
أحسن ما يخضب الحديد به
فصحى
بعض من قصائد المتنبي
المتنبي (303 - 354 هـ / 915 - 965م)
اسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي. ولد بالكوفة ونشأ بالشام. و في نسبه خلاف، إذ قيل هو نفل، و قيل هو ابن سقاء كان يسقي الماء بالكوفة، و قيل أصوله من كندة، و هم ملوك يمنيون، و دس خصومه في نسبه، و قوى الآراء المتناقضة في نسبه أنه لم يشر إلى أبيه في شعره أبداً. و الغالب أن طفولته كان تتميز بالحرمان، و بالتنقل في العراق و الشام حيث كانت الفتن تمور.
من أين جاء لقب المتنبي؟
يقال أنها حادثة شهيرة في حياة المتنبي حيث إدعى النبوة في بداية شبابه، في بادية السماوة، و لئن كان قد جوزي على ادعائه بالسجن بأمر من والي حمص، إلا أن حادثة تنبؤه تبدو حيلة سياسية ليس إلا، أو تدليساً من الحاكم ضد الثائر الشاب. و يرى أبو العلاء المعري في كتابه معجز أحمد أن المتنبي لُقب بهذا من النَبْوَة، و هي المكان المرتفع من الأرض، كناية عن رفعته في الشعر. لا عن إدعائه النُبُوَة.
المتنبي و سيف الدولة الحمداني
و كان المتنبي قد عرف سيف الدولة من قبل، و سمع عن أفضاله الكثير، و كانا في سن متقاربه، فوفد عليه المتنبي، و عرض عليه أن يمدحه بشعره على ألا يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء، فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا. و أجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة، و قربه إليه فكان من أخلص خلصائه، و كان بينهما مودة و احترام، و تعد سيفياته أصفى شعره. غير أن المتنبي حافظ على عادته في إفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه، و تقديمه إياها على ممدوحة، فكان أن حدثت بينه و بين سيف الدولة جفوة وسعها كارهوه و كانوا كثراً في بلاط سيف الدولة. و قيل أن ابن خالويه رمى دواة الحبر على المتنبي في بلاط سيف الدولة، فلم ينتصف له سيف الدولة، و طعن في هذه الرواية كثيرون لأسباب متعددة. بعد تسع سنوات في بلاط سيف الدولة جفاه الأخير، و زادت جفوته له بفضل كارهي المتنبي، و لأسباب غير معروفة قال البعض أنها تتعلق بحب المتنبي المزعوم لخولة شقيقة سيف الدولة التي رثاها المتنبي في قصيدة ذكر فيها حسن مبسمها، و كان هذا مما لا يليق عند رثاء بنات الملوك. انكسرت العلاقة الوثيقة التي كانت تربط سيف الدولة بالمتنبي، و غادره المتنبي إلى مصر حزيناً خائباً ليواصل النظر في أطماعه السياسية بعد أن قال في حضرته قصيدته الشهيرة:
وا حر قلباه ممن قلبه شبم و من بجسمي و حالي عنده سقم
التي مدح فيها نفسه و سيف الدولة، و اعتذر إليه، و عاتبه قبل أن يغادره إلى مصر .
المتنبي و كافور الإخشيدي
الشخص الذي تلا سيف الدولة الحمداني أهمية في سيرة المتنبي هو كافور الإخشيدي، و كان مبعث ذهاب المتنبي إليه على كرهه له لأنه عبد طمعه في ولاية يوليها إياه. و لم يكن مديح المتنبي لكافور صافياً، بل بطنه بالهجاء و الحنين إلى سيف الدولة الحمداني، فكان مطلع أول قصيدته مدح بها كافور:
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً و حسب المنايا أن يكن أمانيا
و كان كافور حذراً، داهية، فلم ينل المتنبي منه مطلبه، بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده، فهجاهم المتنبي، و هجا كافور و مصر هجاء مرا ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور: لا تأخذ العبد إلا والعصاة معه إن العبيد لأنجاس مناكيد و استقر في عزم المتنبي أن يغادر مصر بعد أن لم ينل مطلبه، فغادرها في يوم عيد، و قال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور و حاشيته، و التي كان مطلعها:
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد
مقتله
كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة شديدة، مطلعها:
ما أَنصفَ القومُ ضبّه وأمّــــــــه الطُــرطُــبَّـــه
فلما كان المتنبي عائدًا يريد الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محشد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا. فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محشد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد. فكان بحق رحمه الله: مالء الدنيا وشاغل الناس.
منزلته الشعرية
لأبي الطيب المتنبي مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية ، فقد كان نادرة زمانه ، وأعجوبة عصره ، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء ،يجدون فيه القوة ، والتدفق ، والشاعرية المرتكزة على الحس والتجربة الصادقة.
شعر المتنبي
كان المتنبي شاعرا من شعراء المعاني وفق بين الشعر والحكمة، وجعل أكثر عنايته بالمعنى يسكبه في بيت واحد مهما اتسع ويصوغه بأبدع الصياغة التي تأخذ بالألباب. أطلق الشعر من قيوده التي قيده بها أبو تمام وخرج عن أساليب العرب المخصوصة، فهو إمام الطريقة الإبداعية في الشعر العربي.
شعر المتنبي صورة صادقة لعصره ، وحياته ، فهو يحدثك عما كان في عصره من ثورات ، واضطرابات ، ويدلك على ما كان به من مذاهب ، وآراء ، ونضج العلم والفلسفة . ويمثل شعره حياته المضطربة : ففيه يتجلى طموحه وعلمه ، وعقله وشجاعته ، وسخطه ورضاه ، وحرصه على المال ، كما تتجلى القوة في معانيه ، وأخيلته ، وألفاظه ، وعباراته .
وترى فيه شخصية واضحة ، حتى لتكاد تتبينها في كل بيت ، وفي كل لحظة ، بل هي تُضفي طابعاً خاصاً يميز شعره عن غيره . فبناءُ القصيدة بناء محكم منطقي متسلسل ، وهو يتناول موضوعه مباشرة أن يقدم له بحكم تناسبه ، وقد ظهرت قصائده الموحَّدة الموضوع ، أو المتماسكة الموضوعات في كهولته ، حين كان في صحبة سيف الدولة ، وكافور ، وأما قصائده الأخرى فيسير فيها على نمط الشعر القديم ، ويمزج فيها بين فنون وأغراض مختلفة .
والمعاني تمتاز بقوتها وفخامتها ، وسموها غالباً ، وكثيراً ما يركزها في صورة حقائق عامة ، ويصوغها في قوالب حكمة بارعة . وتختلف الأخيلة في شعره تبعاً لمراحل حياته ، ويمتاز خياله بالقوة والخصب : وألفاظه جزلة ، وعباراته رصينة ، تلائم قوة روحه ، وقوة معانيه ، وخصب أخيلته ، وهو ينطلق في عباراته انطلاقاً ولا يعنى فيها كثيراً بالمحسنات والصناعة .
يقول عنه أبو العلاء المعري إنه أشعر المحدثين. ضمن شعره كثيرا من الأمثال والحكم، واختص بالإبداع في وصف القتال والتشبيب بالأعرابيات، وأجاد التشبيه وإرسال المثلين في البيت الواحد، وأبدع المديح والهجاء، وظل شعره مددا في كل عصر لكل شاعر وكاتب، وما يزال المتنبي يحتفظ بمجده وشهرته إلى يومنا، لا يدانيه أحد من الشعراء. ونحن نورد من روائع أقواله وأمثاله بعضا مما جاء في شعره: ففي صرعى الحب يقول :
لا تعــذل المشــتاق فــي أشـواقه *** حــتى يكـون حشـاك فـي أحشـائه
إن القتيـــل مضرجــا بدموعــه *** مثــل القتيــل مضرجــا بدمائـه
هُنا تجدون أغلب أشعارة
.,.
تحياتي